موضوع: كاتب أمريكي يشهد علي سرقة الحضارة الإسلامية الثلاثاء أغسطس 05, 2008 8:36 pm
الكتاب: تاريخ ضائع * المؤلف: مايكل هاميلتون مورجان * الناشر: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع * سنة النشر: 2008 مثلما يشهد التاريخ علي ميلاد حضارات جديدة ويضرب بجذورها في تربة الأصالة، قد يشهد التاريخ أيضا علي اندثار ثقافات وموت تاريخ وضياعه بقصد أو بدون قصد، وهذا الأخير هو محور بحث كتاب تاريخ ضائع الذي قال عنه الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر إنه إحدي حلقات الوصل المفقودة في قصة العالم المترابط، حيث يظهر الأثر الذي خلفته الحضارة الإسلامية، وإنجازاتها عبر المشرق والمغرب. السواد الأعظم من الغربيين لا يعرفون تفاصيل التاريخ الإسلامي، بسبب حواجز اللغة، وانقضاء العديد من القرون علي تلك المرحلة، إضافة إلي السرد غير الأمين لتاريخ أوروبا الذي يعزي لها الفضل في كل شيء في عصر النهضة، كما أن عمليات إحراق الكتب وتدمير المكتبات عبر التاريخ أسهمت في تعزيز الجهل بالتاريخ الإسلامي. والأمر المؤكد أن الحضارة الإسلامية ألقت ببذور عصر النهضة الأوروبي، وأسهمت في ظهور الكثير من جوانب الحضارة الغربية والعالمية الحديثة، ولكن هذا التاريخ أصبح مع بداية القرن الحادي والعشرين نسيا منسيا، وتم تجاهله وأسيء فهمه، بل وأعيدت كتابته بشكل خاطئ. تاريخ ضائع هو محاولة من كاتب أمريكي محايد لجمع التراث الخالد لعلماء الإسلام ومفكريه وفنانيه الذي نسيه الزمان، حيث يقول مؤلفه مايكل هاميلتون مورجان رئيس ومؤسس منظمة أسس جديدة للسلام الأمريكية، والذي عمل دبلوماسيا في الخارجية الأمريكية في الفترة من 1980 وحتي عام 1987، إن الضياع هو إحدي السمات المميزة للتجربة الإنسانية، فالإنسان ليس آلة لحفظ وتخزين المعلومات والبيانات، وما من شيء داخل هذا العالم يدوم ويبقي. المؤلف يعتبر أن ضياع الذكري لحضارة كاملة أمر مؤسف ومأساوي وخطير، فكل حضارة مهما كانت عظيمة أو معيبة، هي في النهاية مختبر لأفكار إنسانية وأحلام كتبها حبر التاريخ، ويمكن أن تخلص منها البشرية بملايين الدروس المستفادة. الكتاب هو محاولة لإلقاء الضوء علي الفترات المزدهرة في تاريخ المسلمين، وكيف قدم علماؤهم الكثير والكثير في مجال العلوم النظرية والتطبيقية، وفي الفنون والآداب والموسيقي، وذلك في مقابل اتهام المسلمين في وسائل الإعلام الغربية بالعنف والإرهاب وعدم قبول الآخر، لاسيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. ويتناول المؤلف في صفحات الكتاب الذي يتكون من ثمانية فصول وخاتمة، الوقائع التاريخية والعلمية والشخصيات التي ظهرت في بلاد المسلمين وأقامت حضارة خالدة، في إطار من السرد القصصي والروائي الخيالي، الذي يمهد للحقيقة العلمية والتاريخية بأسلوب مشوق، حتي يسهل علي القارئ مهمة المتابعة والاستمرار ويبتعد به عن جفاف السرد التاريخي المجرد. ويأمل المؤلف أن يزداد شعور غير المسلمين بالاحترام، ويزداد فهمهم لأبناء عمومتهم المسلمين، باستعادة التاريخ المشترك الضائع، بخلاف ما تقترحه السياسات وعناوين الصحف الغربية اليوم، كما يأمل أن يعرف مسلمو اليوم كيف كان الإسلام مطبقا في الماضي، بما فيه مساندته للإبداع والابتكار والتسامح وتنوع الفكر والسلوك، سواء علي مستوي الحياة الاجتماعية أو الفردية